Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
القوي الطلابية الموريتانية الحية
20 novembre 2006

مأساة الطلاب المويتانيين فى المغرب بين مطرقة السفارة وسندان التجاهل الرسمى

مأساة الطلاب المويتانيين فى المغرب بين مطرقة السفارة وسندان التجاهل الرسمى

أبو يوسف

في الوقت الذى تعيش فيه موريتانيا حملة انتخابية تحضيرا للاستحقاقات القادمة وفى الوقت الذى يحاول الكل أن يضمن لنفسه موطئ قدم فى الخارطة السياسية والحزبية وفى غمرة هذا السباق المحموم تعيش مجموعة من الطلبة الموريتانيين مأساة حقيقية بما تعنيه الكلمة من معنى.


وإذا كان البعض قد أطلق عليها أزمة فى بدايتها فإن الأزمة تحولت إلى مأساة وتتجلى هذه المأساة فى أوضاع مزرية يعيشها طلابنا الذين فضلوا طلب العلم على ممارسة التزلف والتقرب من هذا الحزب أو هذا المرشح أو ذاك وهى مهنة تسيل لعاب الكثيرين فى موريتانيا اليوم.

وأود القول أولا إننى لن أكرس الجزء الأكبر من مقالى لكيل الشتائم والتجريح لسفارتنا المحترمة أو لمسؤوليها ليس لأن السفارة ومسؤوليها ليسوا أهلا لذالك فتلك مسألة يعرفها كل من تسول له نفسه مجرد الاقتراب من سفارة موريتانيا فى الرباط هذه الأيام، وسأركز هنا على مظاهر هذه المأساة الحقيقية محاولا إلقاء الضوء على السبل التى تتعامل بها السفارة مع الطلبة الموريتانيين.

حيث يبدأ يوم هؤلاء بالتوجه إلى من ظنوها يوما سفارتهم مستحضرين أن السفارة كما تعلموا فى أبجديات السياسة والعلاقات الدولية أنها مرفق عمومى يمثل مصالح الدولة التى يتبع لها ويعمل على تعزيز التعاون بينها وبين الدولة التى يوجد بها، لكنهم نسوا أنه فى عصر الإنقلابات والتحولات السياسية والتحزب والاستقلالية قد تنقلب الوظائف وتتحول الأدوار وتصبح السفارة ممثلة لمصالح من هم أصحاب الأمر والنهى الذين يوجدون على سدة الحكم، ويحضرنى هنا مقولة مأثورة عن أحد كبارالمسؤولين فى السفارة حين عاتبه بعض الطلبة على غياب العدالة فى توزيع المنح والتسجيل فى الحصة الرسمية فرد هذا المسؤول بالقول بكل ثقة: إن هذه المقاعد لم تمنح لجنسيات أجنبية وإنما منحت لموريتانيين.

وإنه لعذر أقبح من الذنب أن يسلبك أحد المسؤولين حقا انتزعته بتفوقك ومثابرتك وحصلت عليه بجدارة ويمنحه لمن لا يستحقه ثم يبرر ذالك بأنه ابن جلدتك ومن جنسيتك ونسي هذا المسؤول أو تناسي أن الاعتبار لمدى قرابتك من أحد المتنفذين فى) موريتانيا العدالة والديموقراطية(.

وبعد أن يصل الطلاب إلى السفارة الموريتانية، - أو سفارة بعض الموريتانيين على الأصح- يفاجأوا بها وقد تحولت إلى منطقة عسكرية يحظر دخولها أو حتى النظر إليها من بعيد وليس أمامهم إلا الوقوف يقاسون حر الشمس حينا وغزارة المطر أحيانا أخرى وكأن المطر جاء ليخفف على هؤلاء الفتية المساكين بعد أن أوصدت سفارتهم أبوابها ولكن ليس هذا نهاية المطاف فبعد أن يشتد التعب وييأس الجمع نرى سفارتنا المحترمة وحرصا منها على مصلحة الطلاب وفى بادرة حسن نية تبعث إليهم بأحد المسؤولين فى جولات مكوكية ليخوض مفاوضات محكوم عليها بالفشل ليس لأن المفاوض غير بارع فى شرح وجهة نظر السفير وزمرته بل لأن السفارة لاتريد مفاوضات أصلا وإنما تبعث بإملاءات وأوامر مفادها أن لا أمل فى التسجيل وعلى الجميع المغادرة فورا أو سيتهمون بتهديد أمن السفير لأن المنطقة أصبحت مثل المنطقة الخضراء فى بغداد، ولذالك أصبح بعض الطلبة يلقبون مفاوض السفارة هذا بنذير شؤم.

وبعد أن يعود المفاوض إلى سفارته تدور أحاديث بين الطلبة وعناصر الأمن المغربى الذين أثاروا إعجاب الطلاب حين عاملوهم بلطف ورأفة لم يعهدوها فى وطنهم- وللأسف- . ويحاول عناصر الأمن إقناع الطلاب بالتى هى أحسن بضرورة الخروج لأن لديهم أوامر من السفير المعتمد وفوق العادة بمنع كل طالب من مجرد الاقتراب من السفارة لأن ذالك يهدد أمنه الشخصى.

وهنا أتوجه إليك سعادة السفير إذا كنت تخاف على أمنك الشخصى من مجموعة من الطلاب أكثر ما يطمحون إليه أن تؤدى دورك بصدق ونزاهة وتتحرك ضمن صلاحياتك من أجل أن يحصلوا على فرصة مواصلة دراساتهم العليا أو متابعة الدراسة فى بعض التخصصات بالنسبة لطلاب السلك الأول علما بأن هذه التخصصات لاتوجد فى بلدهم، أولا يحق لهؤلاء الطلبة أن يخافوا على أمن مستقبلهم الدراسى من إجراءات وشروط السفارة وملحقها الثقافى وممارساته المشينة التى أزعجت المغاربة وأفقدتهم الثقة فى بعثتنا الدبلوماسية، فهؤلاء سعادة السفير يخافون على أمن مستقبلهم ولكن ليست لديهم شرطة يستخدمونها لتحقيق مطالبهم العادلة.


وبعد أن يصل الطلبة إلى بيوتهم أو مقرات إقامتهم على الأصح لن يجدوا أما أو أختا قد أعدت طعاما أو هيأت شرابا بعد يوم طويل وشاق، بل وفى بعض الأحيان لن يجدوا نقودا لشراء ما يقتاتون به بعد أن نفدت النقود من جيوب البعض ولم يجد من يساعده إلا بعض زملائه الذين يتحدون بإرادتهم الجوع تماما كما تحدوا إجراءات السفارة القسرية.
وبعد جلسة ليلية على الشاي الموريتاني الأصيل يخلد الجميع إلى النوم استعدادا ليوم آخر لايدرون ماذا سيحمل لهم، والسؤال المطروح هنا: لماذا يسكت الشعب الموريتاني على هذه المأساة التى يعيشها أبناؤه إذا كان حلها لايكلف أكثر من جرة قلم أو مكالمة هاتفية من سعادة السفير المحترم الذى هو بالفعل كامل السلطة فى التنكيل بالطلاب لكنه تحت المستوى إذا كان فوق العادة، فهل حل القمع والتنكيل محل التجاوب والتقاوض لحل مشاكل الطلاب؟ وهل من المعقول أن تسكت الحكومة الموريتانية على إغلاق سفارتها وشل عملها أكثر من أسبوعين بقرار من السفير؟ إذا كانت قد سكتت على اعتقال الطلاب والزج بهم فى مفوضيات الشرطة، وهنا لايسعنى إلا أن أشكر سفارتنا التى- وإن عجزت عن مساعدة الطلاب فى تحضير وإنجاز بحوثهم الدراسية- إلا أنها نجحت وبامتياز فى عمل محاضر لهم عند الشرطة، فهذا عمل نذكره فننكره.

وإذا كانت الوكالة المغربية للتعاون الدولى قد وضعت شروطا واضحة من بينها الحصول على معدل معين فإن السفارة أيضا قد وضعت هى الأخرى شروطا غامضة ولكن من بينها أن تكون من قبيلة معينة أو تربطك وشائج قربى بأحد المسؤولين المتنفذين ولسوء حظ هذه المجموعة أنها لاتتوفر على هذين الشرطين وربما كان عليهم الحصول عليهما بشتى الطرق فى زمن أصبح فيه المستحيل ممكنا والمطالبة بالحقوق تهديدا للأمن والإصرار على طلب العلم جريمة تستحق الحبس والطرد.
وعموما فإن على الجميع بما فيه الشعب الموريتانى والحكومة الموريتانية أن يتحملوا مسؤولياتهم- ليس فقط تجاه أبنائهم ورصيدهم للمستقبل- بل أيضا تجاه التاريخ الذى لن يغفر تجاهل هذه الكوكبة من لطلاب والباحثين.

Publicité
Commentaires
القوي الطلابية الموريتانية الحية
Publicité
Publicité